عُرفت مصر القديمة بثقافة التطهير والنظافة بين العامة منذ القدم مع إختلاف طبقاتهم، والدليل علي ذلك بقايا الحمامات الرومانية واليونانية القديمة حيث إستطاع البعض إنشاء برك صغيرة داخل حدائق المنازل لإستخدامها في عمليات التطهير اليومية، بينما تطهر الكهنة داخل المعابد بإستخدام البحيرات المقدسة، ولم يكن للفقراء سوي إستخدام نهر النيل وقنواته المائية في عملية التطهير والنظافة الشخصية.
الحمامات القديمة في العصر اليوناني والروماني
ومع دخول اليونانيين لمصر بدأ المجتمع اليونانى في بناء حمامات كمبانى قائمة بذاتها و ألحقوا بيها غرفاً للساونا و غرفاً للإستحمام بالماء الساخن والماء البارد وفي بعض الأوقات كان يتم إلحاق بعض المطاعم والمكاتب العامة. وذلك لأن الحمامات اليونانية لم تكن فقط مباني خاصة للتطهير و النظافة العامة فقط.. بل أصبحت أماكن ثقافية و إجتماعية، وكان بإستطاعت أهل المدينة التجمع في الحمامات بعد يوم من الإعمال الشاقة أو التدريبات الرياضية، وللإسترخاء ومناقشة أحوال المدينة وأخبارها.
حمامات مدينة الفيوم بمنطقة كيمان فارس
فى مدينة الفيوم بمنطقة كيمان فارس الأثرية، أكتشف علماء الأثار أربعة مبانى لحمامات قديمة يرجع تاريخها إلي حوالي ٢٣٠٠عام. وكانت الحمامات مملوكة لأفراد وكان يستخدمها العامة نظير أجر بسيط من المال. يوجد حالياً إثنان من بقايا الحمامات بينما اختفي ودمر الإثنان الآخران واختفت معالمهم تماما و أصبحت بقاياهم تحت الارض بسبب التوسع العمرانى لمدينة الفيوم منذ ثمانينيات القرن الماضى و حتى فترة الانفلات الأمنى و البناء العشوائي عقب ثورة يناير.
تخطيط حمامات كيمان فارس
يعد أحد الحمامان الباقيان أطلالهما حتي الآن من أكبر الحمامات اليونانية المكتشفة في مصر.1. الحمام الأول
وهو الحمام الموجود بجوار المعبد البطلمى و موقعه الآن فى منطقة الآثار الموجودة بجوار المستشفى الجامعى. وعلي الرغم من اختفاء الملامح المعمارية الكبيرة به إلا أنه بيتميز بأن أرضيته من الفسيفساء ويتكون من غرفة دائرية للإستحمام ويتوسط كل غرفة زهرة جميلة من الفسيفساء و بداخل كل غرفة أحواض مقعدية صغيرة للإستحمام الفردي.
2. الحمام الثانى
يمكن أن نطلق عليه الحمام الصغير، ويقع فى وسط المساكن بمنطقة كيمان فارس و يحتوى على غرفتين دائرتين للإستحمام واحدة بها أحواض مقعدية و الآخرى تحتوى على حوضين كبار للإستحمام و بقايا غرف للساونا و تسخين المياة.
ولا يسعنا في النهاية أن نشكر هيئة تفتيش الآثار بالفيوم أنها قامت بتنظيف الحمامات اليونانية الرومانية القديمة في مدينة الفيوم من النباتات والحشائش اللتي كان تغطي أطلالهم تماماً و نتمنى أن يتم عمل سور يحيطهم لحمايتهم و توعية أهل المنطقة بالمحافظة عليهم من القمامة.
تقرير وتصوير: محمود كامل حسن
تحرير: المصري بوست