كيف تتخلص من الحزن. الحزن هو أحد أعمق المشاعر الإنسانية. يعاني كل إنسان من هذا الشعور العابر عدة مرات وبدرجات متفاوتة طوال الحياة. على مر القرون، كتب الفلاسفة والشعراء عن طبيعة الحزن والفرح. وفي العصر الحديث، يسعى علم النفس، بمساعدة الأساليب العلمية، إلى تحديد مفهوم الحزن كمًا ونوعًا من أجل توفير حلول جادة للتعامل معه. نقدم لك في مقالنا اليوم كيف تتخلص من الحزن.
كيف تتخلص من الحزن
إن حالات الحزن المختلفة نقطة مشتركة بين الجميع. يختبر البشر من ثقافات مختلفة هذا الشعور طوال حياتهم. إن مجموعة الأحداث التي يمكن أن تثير هذا الشعور لدينا واسعة جدًا: بداية من مرض جسدي أو الإنفصال عن الشريك إلى وفاة أحبائنا أو فقدان حتي فقدان حيواننا الأليف. ما نتناوله في هذه المقالة كيف تتخلص من الحزن في حالة البالغين.
"إليزابيث كوبلر روس" مؤلفة كتاب "الموت والاختناق" الذي نشر عام 1969. قامت بتقسيم الحزن إلي 5 مراحل سنقدمها لك خطوات مبسطة ويسهل عليك فهمها.
بالنسبة لي، الموت يعني التحرير. إليزابيث كوبلر روس
كيف تتغلب على مشاعر الحزن من خلال 5 مراحل
قبل تقديم هذه المراحل الخمس إليك، تحتاج إلى معرفة بعض الأشياء المهمة أولا:
يستغرق كل منا فترة زمنية مختلفة لمرور كل خطوة. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف شدة عواطفنا في كل مرحلة. لذلك، خلافا للإعتقاد الشائع، فإن اتباع هذه الخطوات ليس بالضرورة له ترتيب محدد. ونمر عادة بهذه الخطوات للوصول إلى المرحلة النهائية وهي (قبول الخسارة) بهدوء أكبر. ومع ذلك، فإن الكثير منا لا يصلون إلى الخطوة الأخيرة بسهولة. في كل مرحلة، ستنشأ شرارات أمل: طالما استمرت الحياة، هناك أمل وطالما نأمل، تستمر الحياة.
كيف أخرج من الحزن
ومن ناحية أخرى، فقد يختلف حزن كل شخص: يعبر البعض عن حزنهم ولا يقومون بإخفاء مشاعرهم؛ ويفضل آخرون إخفاء حزنهم في قلوبهم وقد لا يذرفون حتي الدموع. لذلك، لا ينبغي أن نخطئ في الحكم على أحزان الآخرين، لأن الجميع يحزنون على طريقتهم الخاصة.
كثير من الناس لا يمرون بالضرورة بمراحل الحزن بالطريقة التي سنقولها. هذا مقبول تمامًا وطبيعي. إن المفتاح لفهم المراحل الخمس من الحزن ليس في أخذها كدليل خطوة بخطوة، بل كدليل لمساعدتنا على فهم حزننا.
التخلص من الحزن في 5 خطوات
1. الإنكار
رد فعلنا الأول على الأحداث المأساوية في الحياة هو إنكار الواقع. في هذه الحالة، عادة ما يقول الناس لأنفسهم، "هذا لم يحدث! قد لا يكون هذا هو الحال! "هذا رد فعل طبيعي نقوم به لسبب انفجارنا ضد انفعالاتنا.
"الإنكار" هو أحد أكثر آليات الدفاع شيوعًا. هذه الطريقة تمنعنا من الصدمة بسرعة بجعلنا نشعر بتحسن. في هذه المرحلة، لا نريد قبول ما يحدث. نتجنب علامات الواقع المخيف ونتجنب أي حوار و أي معلومات تعكس الواقع المرير لما حدث. ومن المشاعر المسيطرة في هذه المرحلة الشعور بالفراغ، فالحياة لم تعد منطقية بالنسبة لنا. بالنسبة لكثير من الناس، هذه المرحلة هي رد فعل مؤقت يحميهم من الشظايا الأولى لجيش الحزن.
2. الغضب
عندما تصبح علامات وظواهر الواقع أكثر وضوحًا، يفسح الإنكار المجال للغضب مع المعاناة الشديدة. تنفجر العواطف القوية من داخل ضعفنا ويتم التعبير عنها بالغضب. نعبر عن غضبنا على الأصدقاء والمعارف وحتى الغرباء.
يعتبر الأطباء وعلماء علم النفس أن التعامل مع معاناة موت البشر والأحباء بشيئ من الحكمة والتقبل، لا يعني أننا في مأمن من مشاعر الحزن الداخلي. تأكد من التحدث مع طبيبك أو أحبائك في الوقت المناسب للسيطرة على غضبك. اسأل عن مرض الغضب وطريقة العلاج وتخلص من أي شيئ نفسي قد يصيبك بسوء من البداية. وفكر في طرق يمكن أن تقلل من غضبك.
3. الندم
الندم فعل رد فعل طبيعي على مشاعر اليأس. وما نقصده هنا ترديد جمل مثل " ليتني لم أفعل " وياريت " أو " لو جرت الأمور بشكل آخر " وما إلى ذلك. هنا نتفاوض سرا مع أنسفنا، الندم جزء من دفاعنا ضد الواقع المؤلم. الشعور بالندم في هذه المرحلة أمراً طبيعيا، لكن يجب عليك أن تعرف أنه لا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب.
4. الإكتئاب
في حداد ما بعد الحادث، يظهر نوعان من الاكتئاب لدى الناس. يتعلق النوع الأول بالنتائج العملية للحدث، والقلق والندم هم الجزء الرئيسي من هذه المرحلة. نحن قلقون بشأن يوم وداع أحبائنا، ونشعر بالقلق من أننا سنقضي وقتًا أقل مع أحبائنا الآخرين في هذه الأيام الحزينة. من السهل تجاوز هذه المرحلة بدعم من حولك لك وتقبل مجريات الأمور.
النوع الثاني من الاكتئاب هو أكثر شخصية وداخلية : التعامل مع فقدان شخص عزيز وقد يساعدنا في ذلك حضن دافيئ وعميق من أقرب شخص لنا.
5. القبول
إن التعامل مع الحزن وقبول ما حدث ليس شيئًا يمكن للجميع تحقيقه أو لديهم الشجاعة للتعامل معه. في بعض الأحيان، يحرمنا الموت المفاجئ من فرصة الرد بشكل مناسب، أو أننا لا ننجح أبدًا في الخروج من فقاعة الإنكار والغضب. في مرحلة القبول، نتصالح تدريجياً مع أنفسنا ونستعيد معنوياتنا. السمة الرئيسية لهذه المرحلة هي الاسترخاء مع التحرر من الاعتماد العاطفي؛ ومع ذلك، هذا لا يعني العودة الفورية للسعادة ويختلف أيضًا عن الاكتئاب.
إن أحبائنا، كبار السن أو طريح الفراش، عادة ما يتخذون خطوات للاستعداد للموت. هذا لا يعني بالضرورة أنهم سيموتون، ولكن حالتهم الجسدية ستسبب رد هذا الفعل. إن سلوكهم الكريم والهادئ يساعدنا على قبول ذلك.
وفي النهاية يعد التعامل وكيفية تتخلص من الحزن. عملية شخصية وتختلف جدًا من شخص لآخر. لا أحد أفضل منا يمكنه أن يفهم تمامًا العواطف التي نمر بها بينما نمر بهذه المراحل. يمكن للآخرين تقليل معاناتنا بالتعاطف والرفقة. أفضل ما يمكننا فعله هو التوقف عن مقاومة الواقع والسماح للعواطف بالمرور. المقاومة ستؤخر الانتعاش فقط.
شاهد أيضا : كيف تقوي ثقتك في نفسك